السبت، 27 ديسمبر 2008

إبراءً للذمة.. وجب النفير

بسم الله الرحمن الرحيم
إبراءً للذمة.. وَجَب النَّفيرُ

بقوة الله مُعزِّ المؤمنين، مذلَّ الكافرين والمنافقين، وهازم الأحزاب أجمعين..
ليس من اليوم نذرفُ الدماء والدموع على أرض فلسطين.. ولكنها مأساةٌ تتجدد، ومصيبةٌ تستفحل، وحينما صمت العلماءُ وجدتُ نفسي كطالب علمٍ متواضعٍ أمام امتحان الله مُكرهاً للصدع بما أعلمهُ من الحق.. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )..
أمام ما نُشاهدهُ من حرب أحفاد القردة والخنازير على أبناء المسلمين ومقدساتهم في أرض فلسطين عامةً وفي غزة خاصةً، زادهُ حصارٌ وتآمرٌ من أنظمة العرب على ذلك الشعب الأعزل المجاهد لقاء التسليم بالخيانة ونبذ راية التوحيد والجهاد..
وأمام ما نُشاهدهُ من قلةِ ذات يدهم في دفع عدوهم وردعه عن الغوص في دماء المُسلمين..


فإن لله أن نقول أن الجهاد متعيِّنٌ وواجبٌ حتماً على دول جوار فلسطين بكل ما أُوتي المسلمون من قوةٍ، ولايستأذنون في ذلك صغيراً ولا كبيراً في دعم المجاهدين بالمال والسلاح والعتاد والرجال.. فإن تخاذل هؤلاء الجوار أو عجزوا تعيَّن الواجبُ فيمن يلونهم من المسلمين، وأثموا بتخاذلهم.
أيها الناس إنها ساعةُ النفير.. إنه الامتحانُ الكبير.. إنه يوم التمحيص والابتلاء.. يوم فضح المنافقين والعملاء.. فلا يُؤتينَّ الإسلامُ من قبلكم..
لقد هبَّ أعوانُ القردة والخنازير على أهل غزة، وما جرمهم إلاَّ أنهم قالوا ربنا الله.. فهل أنتم خاذلوهم؟!
لا تستكثروا التضحية والثمن، فما عند الله خيرٌ وأعظمُ أجراً..
ألم يقل رسولنا الرحيمُ صلى الله عليه وسلم: (لئن تُهدم الكعبةُ حجراً حجراً أهون على الله من أن يُراق دم مسلم)..
شعب فلسطين يستنصركم والله قال: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)..
ليس من عذرٍ لأحدٍ أمام الله للتقاعس عن واجب الجهاد في سبيله.. وستقفون أمام الله موقفاً تزلُّ فيهِ الأقدام.. فأعدوا لذلك الموقفِ جواباً..
لا تقولوا كما قال اليهود لموسى عليه السلام: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ).. بل قولوا كما قال الصحابةُ لنبيهم صلى الله عليه وسلم في بدر: (امضِ على بركة الله، فلو خضتَ بنا البحر لخضناهُ معك)..
ها هم يُشابهون حال المشركين حينما تصايحوا: (أعلُ هُبل.. أعلُ هُبل).. ولكن قولوا: (الله أعلى وأجل.. والله مولانا ولا مولى لكم)..

أيها الناس هبُّوا للدفاع عن الإسلام وأهله.. هُبوا للدفاع عن أعراضكم.. هُبوا للدفاع عن حربة الدفاع الأولى، فوالله لئن هُزموا فذلك حريٌّ أن تكون دياركم هي من تُستباحُ ثانياً.. (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )..

وكلٌ أدرى بحالهِ وأعلمُ بكيفية مقدرتهِ على نصرةِ إخوانهِ، فلن تُعدموا حيلةً أو وسيلةً..

أيها المؤمنون الغيورون.. لا تُراهنوا على قولٍ بلا عملٍ، وصُراخاتٍ لا تُجدي نفعاً وضعوا نًصبَ أعينكم تهديد الله ووعيده:
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِيالْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)..


اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد..